هل يشترط الوضوء في السعي، السعي هو من أهم شعائر الحج، يقوم به المسلمون حول الكعبة الشريفة في مكة المكرمة. وقد ترددت الكثير من التساؤلات بخصوص شروط صحة السعي، ومنها إشتراط الوضوء. والإجابة على هذا التساؤل أنّ الوضوء ليس شرطًا لصحّة السعي، لأنّه يُعتبر نَفَلًا، ولا يشترط فيه صفة الطهارة، إذ أنّ المياه قليلة في مكان السعي، ومظاهر الطهارة الأخرى كالصابون وغيرها من المستلزمات غير متاحة خلال هذه المناسك. لذلك فإنّ صحّة السعي لا تتطلب وجود الوضوء.
مفهوم السعي بين الصفا والمروة
السعي هو مرحلة من مراحل الحج، يقوم بها الحاج بالركض بين الصفا والمروة سبع مرات في كل مرة، ذلك نظراً لأهمية المكان وتاريخه الديني. فقد عُثِر على قبر إسماعيل ابن إبراهيم في تلك المنطقة، وهذا ما جعلها موقعًا دينيًا رئيسيًّا.
وتأتي فكرة السعي من حادثة سعية هاجر بحثًا عن الماء لزوجها إبراهيم وابنه إسماعيل في الصحراء. وبعد أن شقَّت هاربةً من ثار قومها قُدِّشتِ، تشير التقاليد الإسلامية أن مجرى الماء تلاشى في تلك المنطقة، وظلت هاجر تطوف بشكلٍ دائم بين الصفا والمروة حتى مدد الله بهما إليها من الماء. ومنذ ذلك الحين أُمر المسلمون بتقليد هاجر في التدثر والتبرك بهذه المنطقة الكريمة.
أسباب ممارسة السعي من قبل الحجاج
يلتزم المسلمون بأداء السعي لأسباب أساسية منها:
- شعورٌ بالإيمان والتفاني: تعد مراسم الحج فرصة رائعة للمسلم للاقتراب من الله، والحصول على أفضل إصلاحٍ نفسي، بالإضافة إلى تقدير مكانة الحج وأهمية تفاني المؤمنين في خدمته.
- التذكير بشأن المصائب التي تجتاح هاجر: يشير الذكرى إلى حادثة تدور حول صبرٍ وإخلاصٍ وتفانِ، مستخدِمًا سعية هاجَر كتغطية دينية لذلك.
- تطهير الروح قبل دخول مكة: قوَّة تأثير هذه المراسم يعود إلى قدرتها على إعادة الروح إلى نقائِها وتأهيلها للاقتراب من الله.
هل يشترط الوضوء في السعي
فإنْ كانَ حالَ المُحَجِّ بطفلٍ أو مُرَافِقٍ يحتاجونَ إلى التبول، فلا شكّ في جوازِ التغييرِ عند الحاجة، دون البُخْل بهذهِ المصالح. ولكِنْ إذا كان المُحَجّ خالصًا لله ، فيجب عليه غسلُ كل جزءٍ من جسده، وتغطيةُ عوراتِه قبيل بدايةِ صلاة الطواف والسعي.
حكم اشتراط الطهارة في الطواف والسعي ابن باز
خلافَ بين المفتين حول جواز سعي و طواف بدونِ طهارةٍ، فظنّ أحدهم جواز استمرار هذه العبادات بدونِ طهارةٍ في حال عدم استطاعتِ المشي إلى موضع الطهارة، وفي هذا يعتبر من قول ابن تيمية، إلا أن صحيح الرأي هو جوازُ السعيّ والطَّوافِ بدونِ الطَّهارة لقصرْ ذلك الموضع ، أو عدم وجودهِ، لأن كثيرًا من كبار الصَّحابة فعلوا ذلك، ولانخاف من نجاسة المكان.
حكم من انتقض وضوؤه وهو يسعى
إذا انتقض وضؤ الشخص أثناء السعي، فإن تحديث الوضوء أفضل، إلا إذا كان في مكانٍ يستطيعُ غسلَ نفسه بجُزْئية. لأن الماء هناك ساخنٌ وقديمٌُ في معظمِ حالات السعي، فإذا سُيل الماء بغزارةٍ جدًّا فلا شكَّ في جِدْب الماء عَن بَعْض الجُزأَت، وقد يسير هذا مع الرّضَف المُوجود حول زمردة الحجر، فيجب عليه إكمال السعيّ ، وثبت أن بإستطاعته الظُّنَان بأن يغسل نفسه بهذا الماء المُوجود.
هل يشترط الوضوء في السعي، في النهاية، يمكن القول أن الوضوء ليس شرطًا مطلقًا في السعي بين الصفا والمروة، فلا يتعذر على المصلي إكمال السعي إذا لم يجد ماء للوضوء. ولكن من الأفضل دائمًا التزود بالماء والحرص على أداء الوضوء قبل السعي، حتى يبقى المصلي في حالة طهارة تامة خلال أدائه لهذا العمل المبارك في مشعر الحج. وبإمكان المسافر استخدام المناديل المبللة أو الأتربة لتنظيف جسده إذا كان ماء الوضوء غير متاح، ولا يستحب التخلف عن تأديته.