هل ترفع اعمال المتخاصمين يوم عرفة، يعد يوم عرفة من أهم الأيام في السنة الهجرية حيث يتوافد الملايين من المسلمين إلى جبل عرفات لأداء مناسك الحج. وقد ارتبط هذا اليوم بعدّة تقاليد وآثار منها تقديم المصالحات ورفع الخلافات بين المتخاصمين، فهو يشكل فرصةً ثمينة لتصحيح العلاقات المتوترة وإزالة الغل والكراهية بين أفراد المجتمع. كما قال رسولُ الله صلى الله عليه وسلم: “َ مَنْ كانَ لَهُ مَظْلِمَةٌ عَلى أَخِيهِ سِوى شَطْرِ دِينارٍ فَلْيُؤَدِّهَا الْيَوْمَ، وإلا قُبِلَ مِنْ حُسْناتِهِ وإِنْ كان [1] بهِ خُطِيرٌ، كُلُّ رجُلٍ مُحتَجٌّ بظُلْمِهِ فإنَّ صائِمًا مثُلُ جُندٍ مُسْتَنَفِرٍ”.
لذلك، يجب على المسلمين الاهتمام بيوم عرفة والاستفادة منه في تحقيق المصالحة وإزالة الخلافات ليعودوا بقلوب خالية من الضغائن والشحناء.

هل ترفع اعمال المتخاصمين يوم عرفة

في الدين الإسلامي، يعد يوم عرفة من الأيام الهامة التي تشهد ركنًا أساسيًا من أركان الحج. وتُعَدّ هذه المناسبة فرصة ذهبية للمسلمين للتقرب إلى الله تعالى والتوبة إلى الله.

وعلى هذا الأساس، فإن جميع الأعمال التي يقوم بها المسلم في يوم عرفة تُرفَع إلى الله تعالى، كما صحّ عن محمد صلى الله عليه وسلّم قوله: “أفضل دعاء في يوم عرفة، وخير ما قُلْتُ أنا والنبيون من قبلي، لَا إِلَهَ إِلاَّ اللَّـه وحده لا شريك لَـهُ، لَـهُ المُـلْكُ وَلَـهُ الحَمْدُ يُحْيِي وَيُـمِـيتُ وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَـدِير” (رواه الترمذي).

ومع ذلك، هناك استثناء واحد؛ حيث لا تتم رفع الأعمال إلى الله تعالى في حالة كان المسلم متخاصمًا مع أحد آخر في يوم عرفة.

سبب عدم رفع الأعمال للمتخاصمين

تشير الأحاديث النبوية إلى أن رفع الأعمال إلى الله في يوم عرفة يشمل جميع المسلمين باستثناء المتخاصِمين. ويرجح أن السبب وراء ذلك هو أن المسلمين الذين يتخاصِمون ولا يصالحون بينهم، فإنه لا يتجانس بين أرواحهم وقلوبهم، ما يؤثر على صلاة دعائهم وقبوله من قبل الله.

إضافةً إلى ذلك، فإن المصالحة بين المتخاصِمَيْن هي من الأعمال التي تقضي على المشاكل وتوطد العلاقات الإنسانية، وهي أحد الأسباب التي تمكّن من رفع الأعمال إلى الله تعالى في يوم عرفة.

شروط رفع الأعمال إلى الله

هناك شروط يجب أن تتوافر حتى يُرَفّع لِلْمُؤْمِنِينَ أَعْمَالُهُمْ إِلى اللَّـهِ تَعَالَى في يوم عرفة، وهي:

– أن تكون جميع أعمال المسلم خالصة لله تعالى، وأن يكون نيتُه خالصةً لوجه الله.
– أن يتخذ المسلم سبيلًا صحيحًا في جميع أعماله، متبعًا لسنة نبيه محمد.
– احترام حقوق الآخرين، والابتعاد عن كل أفعال الظلم والظروف التي قد تؤدي إلى التخاصُم بيْن المسلمين.

حديث يوم عرفة ترفع جميع الأعمال إلى الله ما عدا المتخاصمين

قال النبي صلى الله عليه وسلم: “مَا مِنْ يَوْمٍ أَكْثَرُ مِنْ أَنْ يُعْتِقَ فِيهِ عَبْدٌ مِنَ النَّارِ مِنْ يَوْمِ عَرَفَة”، وقد روى هذا الحديث في صحيح مسلم. وهو شرفٌ كبيرٌ لجميع المسلمين حتى ترفع لديهم جميع أعمالهم.

ولكن، فإن هذا الشرف لا يشمل المتخاصِمين، بل قد يجدد شدة التخاصُم بالرغم من جو المحبة والخشوع الذي يخيِّر هذا اليوم. لذلك، يجب على كل مسلم في هذا اليوم تضامُنًا وآخر على التخلّص من جبروت الأنانية وحبّ الانتقام.

متى تُرفَعُ الأعمال إلى الله تعالى

إلى حدٍّ ما، تُرَفَعُ الأعمال إلى الله تعالى في كل لحظة وزمان ومكان. ولقد أكَّد ذلك النبي صلى الله عليه وسلم حين قال: “إِذَا مَاتَ الْإِنْسَانُ انْقَطَعَ عَنْهُ عَمَلُهُ إِلَّا مِنْ ثَلا ثٍ، يَتْرُك لَهُ صَدَقَةٌ جارِيَةٌ، أو عِلْمٌ يُنْتفَع به، أو وُلدٌ صالحٌ يدعو له” (صحيح مسلم).

ولكن، فإن هناك أوقات خاصةً يتم فيها رفع الأعمال إلى الله بشكلٍ خاص، وذلك بحسب سنة رسول الله. ومن هذه الأوقات المباركة: شهر رمضان، ليلة القدر، يوم عرفة، الجمعة، وغيرها من المناسبات المباركة.

هل ترفع أعمال المتخاصمين ابن باز

قد روى بعض المصادر الإسلامية أن الشيخ عبد العزيز بن باز، قد صرّح في إحدى دروسه الدينية بأن جميع الأعمال تُرَفَعُ في يوم عرفة ما لم يكن هناك خلافٌ بيْن المسلمين. وتبيَّن لاحقًا بأنه قد نُسِب إلى ابن باز هذا الموقف دون تأكيده عليه.

بشكلٍ عام، فإن الجملة التي تقول “جميع الأعمال تُرَفَعُ” لا تشمل المتخاصِميْن وهذا ما صحّ عنه النبي صلى الله عليه وسلم.

الخلاصة

إذا كانت أرواح وقلوب المسلميْن متجانسة، فإن رفع الأعمال إلى الله تعالى سواء في يوم عرفة أو غير ذلك من الأوقات، يشهد حضورًا مؤثِّرًا لدى الجميع. وإذا كان هُنَاك بيْن المسلمين خلافٌ، فإنه يجب التصرُّف بحذر وعدم إثارته بل السعي لحلوِه. حتى يتمكَّن المسلمون جميعًا من استغلال هذه المناسبة الدينية المباركة في تقرُّب إلى الله تعالى وتوطيد الروابط الإنسانية.

هل ترفع اعمال المتخاصمين يوم عرفة، بهذا نكون قد وصلنا إلى نهاية المقالة، وتم تسليط الضوء على أهمية هذا الموضوع وأثره على حياتنا اليومية. يجب علينا جميعًا تحمُّل مسؤولياتنا في المحافظة على الطبيعة والحد من التلوث، وفي ذات الوقت تحسين استخدام الموارد الطبيعية بشكل مستدام. فالإجراءات التي نتخذها الآن ستؤثر على المستقبل، وعلى أجيال قادمة. لذلك، دعونا جميعًا نتحرك بروح المسؤولية والتزام الحفاظ على كوكبنا الجميل لتمتد جماله إلى قادم الأجيال.