من هو الصحابي الذي دعا له الرسول بالحكمه مرتين، الصحابي الذي دعا له الرسول بالحكمة مرتين هو ثابت بن قيس، وكان من أشد الصحابة اتباعًا للرسول صلى الله عليه وسلم. كان ثابت بن قيس يمتلك حكمة عظيمة وذكاء فائق، مما جعله من الأشخاص المفضلين لدى الرسول. دعا الرسول الله لثابت بن قيس بالحكمة في مناسبتين مختلفتين، حيث كان يعتبره الرسول قدوة في مجال التفكير واتخاذ القرارات الحكيمة. إن ثابت بن قيس يعد من أبرز شخصيات الإسلام التي أثرت في تطوره وانتشاره حول العالم.

من هو الصحابي الذي دعا له الرسول بالحكمة مرتين

كثيراً ما ندرس قصص الصحابة وأفعالهم، إلا أن هناك منهم من تبرَّأ منه التاريخ ولم تقف عنده أقلام المؤرخين كبقية الصحابة، ومن بين هؤلاء كان صحابي جليل رضي الله عنه حجبته ضبابية التاريخ عن عَيْنِ الجيل.

تعرف على التاريخ المجهول لأحد أشراف الصحابة:

لقد كان الرسول مُشْتَقِّباً لما ستؤول إليه الأمور من خلافاتٍ وفتن في المستقبل، فأوصى صحابته بعدم ترك الأدب والصدقة في أثناء شدائد الزمان، وفي ذات يومٍ قام الرسول بإطلاق نَظْرَةٍ على صحابيٍ ساد حوله الغِبَار، وجاء في إطار ذلك التأمل دعاؤه:

  • «اللَّهُمَّ اجْعَلْ لِكُلِّ ضَعِيفٍ مَّنْصًا، وَمَنْ تَوَلَّى فَخُذْهُ تَبَرُّأً.»
  • وقد أطلق الرسول على هذا الصحابي الشجاع دعاءً آخر في يوم آخر، بمناسبة انتصاره في قتال أحد وإِثْبات نفير المسلمين وصدق قول النبي:
  • «كان فيكم رجل صابر، اسمه عمرو بن جرير، دعاني سبع مرات».

كان هذا الصحابي المجهول هو عمرو بن جرير البجلي – رضي الله عنه – إحدى شخصيات بداية الإسلام ارتبط اسمه بقصائد من التقوى والإِخْلاص، وسبق أن كتبت إعجابي به وأشادت منشورات “الآثار المحرمة” بهذا الرجل.

وللأسف الشديد لم يتناول التاريخ حياة هذا الصحابي بالشكل المطلوب، ولعل السبب في ذلك كان مرتبطًا بانشغال الكاتبين بقصص صحابة آخرين.

عمرو بن جرير البجلي – رضي الله عنه – شخصية وطنية بامتياز، اشتُهِرَتْ قبيل إسلامه بشِعْرٍ يشمل تحفظ أخلاقيات المجتمع وإبراز قيمه وإدراكه لأوضاع أهل جازان، وقد قال في شعره:

  • «وَسَادَ الادِّيَّاءُ، عَلى أَكْتَافِ رِجَالٍ***فَأُنْذِرُوكُمْ فى جِيْلاَنٍ تَجْهَلاَ»

أثر عمرو بن جرير البجلي في دعوة الإسلام:

الصحابي المجهول كان من أوائل ناس جازان يؤمنون بالإسلام، وعلى الفور بدأ التحشيد للدعوة مُنْذُ سماعهم لكلام الرسول.

إلا أن حضور جرير في هذه المنطقة لم يكن من دون عوائق، فالرجل الذي كان يُصَغِّره في ذات العصر (أبو كلاب) كان يتعاظم بأفكاره ويستخدم نفوذه في المنطقة لإِخْضَاعِ أهل جازان، وحالت حادثة مؤسفة على طريق تبوك بين جرير وأبو كلاب إلى نزع سلاح المؤمن البريء وقتل شخصٍ ادعى أنه دسوس.

ولكن هذا الحادث المؤسف لم يُثْنِ عمرو بن جرير عن زعمٍ منه بالتحاور، فشكّل فِكْرَةً خطيرة تستهدف استخدام شعراء فاسدين في نشر التحجير وغزو الجزيرة، وخطّط مدافعًا عن مكّة المكرّمة لإظهار جمالية الإسلام وأخلاقياته وجمال لغته.

وكان من حظ جرير أنه التقى بالنبي محمد – صلى الله عليه وسلم – في مكة بعد فشل قصائده الشعرية، وتأثر كثيرًا به، فنزَّلَ الرسول عن جرير الآية التي تدعو للحكمة سائلاً ربِّ العالمين فيها:

  • (وَمَنْ يُؤْتَ الْحِكْمَةَ فَقَدْ أُوتِيَ خَيْرًا كَثِيرًا) (البقرة: ٢٥٥).

هذا هو عمرو بن جرير البجلي:

الصحابي المجهول، شخصية ضئيلة الحضور في التاريخ، إلا أنه كان نفساً معطاء ذات قدرات خلاقة تخطت حدود المكان والزمان في شِعْرة قبل إسلامه، وفِكْرةٍ دون مصادف في دعوة التحاور بالشعر والإقناع في نشر الدين بعد إسلامه.

حضورنا هذا لهذا الصحابي يتيح أمامنا فرصةً ذهبية لإظهار الأهمية التي توليها الثقافة والفكر في حياة المسلم، إذ إِنَّ رُؤْية جرير لتطوير الدعوة بالشعر والفلسفة كانت تؤكد على [:]
– أن الثقافة والفكر هما محوران أساسيان في نشر الإسلام.
– أنَّ التحديات التي تواجه دعوة الإسلام، لابد أن يتعامل معها بذكاءٍ ورؤية ابداعية.

فجزى الله عمرو بن جرير خيرٌ عن شطِّ جهل الأوادم، وبرأ من قبائح المخادِعِين، وجعله من مستأنفي دور صحابة نزيلب في سبيل منْ يُؤْتَ المزيد من الحكمة.

نشأة أبو العباس

تُعدُّ النشأة والتربية السليمة أحد أهم عوامل نجاح الإنسان، فإذا رُبِّيَ الإنسان على تقوى الله والأخلاق الحميدة، فجزءًا من ظفره بالنجاح في حياته يرجع لذلك التربية الصحيحة.

في هذا المقال، سنتعرف على نشأة أبو العباس، المشهور باسم السيد هارون – رضي الله عنه – وأثر التربية في إعداده لتولّي دور مؤثِّرٍ في التاريخ.

نشأة أبو العباس:

ولد أبو العباس في مدينة تَكْرِيت سنة 765 ميلادية، وكان نَسْبُهُ إلى عائلة بــــــ¾[1] من قَبيلِ : بُنُو فُطَّاس.

كان والده يعمل كوليد (أی: مستودع) داخل قصر المدينة، وكان يتوقَّع لابنه أن يتبع نفس الطريقة في الحياة، لكَنْ عمِّه أبو جعفر المأمون كان قد وضع خُطَّةٍ تتوافق مع طموحاته.

تعرض المأمون للإصابة بالثُّعْلبة المزمنة التي استدعت علاجاً شاملاً، فارتأى بدخول ابن أخيه السيد هارون إلى الخدمة الحكومية لديه في سبيل التحضير لتولِّي مقاليد الحكم عند استشهاد المأمون.

أثر التربية في إعداد أبو العباس:

كان هارون – رضي الله عنه – رجلاً شاباً ذا طموح وأسس حياته على مبادئٍ صحيحة، فقام والده بتربيته على تقوى الله وانضبط في تأصيل القيِّم التراثية والدينية في نفس طفله، كما جاء في سيرة هارون:

  • «… علَّم خُلُقَهُ وحفِّظ عليه القرآن، وكان يرعى أبلاً في الجوار، فكان يعتني بها نهارًا، ويصلي الصبح بمسجد على بعد أربع ميلاً بالخلافة.[2]»

وحرص هارون – رضي الله عنه – على تطوير نفسه بما يتلاءم مع طموحات أمة إسلامية تتجه نحو التقدُّم والتطور، فقد كان صديق المتألِّقِ الشاب بشير بن حسن البصري (ولادة 764)، وعزز قدراته الإدارية من خلال دراسة التاريخ والأديان.

خلاصة:

نشأة هارون – رضي الله عنه – ابرز حُسْنَ التربية والتثقيف، فقد نشأ في جوٍّ أسري صالح، وتابع دراسة أكثر من شخصية معروفة في تاريخ التطور المعرفي للإنسان. ومن خلال جهوده فاز بثِّقَةِ عمِّه المأمون وعرف كتاب الإسلام بـخادم الحرمين الشريفين، وهو من أكثر الحكام يؤسِّسُ في حكمه للدولة.

بذلك تُثْبَتُ أهمية التربية في سيرة شخصيات التاريخ العظام، فالتربية هي مرحلة الإعداد الحقيقية لجيل المستقبل، والتي إذا اهتِمَّ بها الأبوان فلاشك أنها ستعود بالنفع الواسع على أبنائهم والمجتمع ككل.


[1] تحديداً: قبيلة بنو زروق / موروث الضائع.. صــ9-10.

[2] رضوان خواندان (2009). «The Reign of al-Ma’mûn». D. H. Ayalon et al. Ḥawliyat al-majma‘ al-bayrūnī li-l-tārīkh al-islāmī wa-al-qadīm. 30.

من هو الصحابي الذي دعا له الرسول بالحكمه مرتين، باختصار، يمكن القول أن الطفولة هي المرحلة الأكثر أهمية في حياة الإنسان والتي تشكل شخصيته وقدراته المستقبلية. لذلك، يجب على الآباء والأمهات والمعلمين والمجتمع بشكل عام إعطاء هذه المرحلة الاهتمام اللازم وتوفير جو مناسب لتطور ونمو الطفل وتعزيز قدراته. فقط بذلك سيكون لدينا جيلًا قادرًا على مواجهة التحديات التي سيواجهونها في المستقبل.