ما هو عذاب قوم شعيب؟، تاريخ البشرية مليء بالقصص والحكايات التي تروي أحداثاً وقعت في الماضي وتحمل فيها دروساً وعبراً، واحدة من هذه الحكايات هي قصة قوم شعيب التي وردت في العديد من الديانات والأديان السماوية، وتعتبر قصة عذاب قوم شعيب جزءًا من تلك الحكاية، وتروي تفاصيل عقوبة قوم شعيب بسبب معصيتهم ومخالفتهم للهم الإلهي ورسالة النبي شعيب عليه السلام، وفي هذا المقال عبر موقع الشعاع، سنتناول الحديث عن عذاب قوم شعيب والتفاصيل التي ترد في الروايات والكتب الدينية المختلفة حول هذه الحكاية والعبر التي يمكن استخلاصها منها.

عذاب قوم شعيب عليه السلام

لقد جمع الله تعالى لشعب واحد صلى الله عليه وسلم أنواعًا مختلفة من العذابات وأنواع العقوبات وشتى الآلام. وذلك لأنها اتسمت ببشاعة أفعالهم وأفعالهم وكفر الرسل والأنبياء والاستهانة بالإنذارات والموانع الإلهية. فكان عذابهم من الارتجاف والصراخ والتظليل.

الجمع بين هذه الآلام ، قال بعض المفسرين والكتاب: أول ما أصابهم قشعريرة ، فخرجوا من بيوتهم خوفا من أن تنهار عليهم الأبنية ، فأذابتهم الشمس بحرارتها ، فكانوا ظلوا بظلهم. احترقوا. ثم امتد الصراخ إليهم وهدأوا بعد ذلك.

وقد ذكر الله سبحانه وتعالى هذه الآلام في القرآن الكريم في سلسلة من السور المباركة. وهكذا تم تضمين رسالة العذاب في كل سورة بطريقة تتناسب مع سياقها العام ومكان الآيات المذكورة فيها. ويمكن ذكر هذه العذاب مع الحديث عنها في الآيات الشريفة على النحو التالي:

ما هو عذاب قوم شعيب؟

الرجفة

تم ذكر الهزات في ؛ حيثما كان ذلك مناسبًا للحديث في هذه السورة ؛ لأن أهل شعيب (صلى الله عليه وسلم) أزدروه ومن معه من المؤمنين بطردهم من القرية خوفا من إجبارهم على دين الكفر والشرك. فكان رجفة الناس مقابل رعشة المؤمنين وخوفهم مقابل ترهيب.

قال تعالى: (وَقَالَ الْمَلأُ الَّذِينَ كَفَرُواْ مِن قَوْمِهِ لَئِنِ اتَّبَعْتُمْ شُعَيْبًا إِنَّكُمْ إِذَاً لَّخَاسِرُونَ* فَأَخَذَتْهُمُ الرَّجْفَةُ فَأَصْبَحُواْ فِي دَارِهِمْ جَاثِمِينَ* الَّذِينَ كَذَّبُواْ شُعَيْبًا كَأَن لَّمْ يَغْنَوْا فِيهَا الَّذِينَ كَذَّبُواْ شُعَيْبًا كَانُواْ هُمُ الْخَاسِرِينَ)؛ الرعاش هو شدة الحركة والاضطراب. فابتدأت الارض تهزهم وتزيد من حركتهم عليهم حتى هدأوا وهلكوا.

الصيحة

قال تعالى في سورة هود: (وَلَمَّا جَاءَ أَمْرُنَا نَجَّيْنَا شُعَيْبًا وَالَّذِينَ آمَنُواْ مَعَهُ بِرَحْمَةٍ مِّنَّا وَأَخَذَتِ الَّذِينَ ظَلَمُواْ الصَّيْحَةُ فَأَصْبَحُواْ فِي دِيَارِهِمْ جَاثِمِينَ)؛ والحديث عن عذاب الصراخ في هذه السورة الشريفة يتوافق مع ما ورد فيها من حوار شعيب عليه السلام وقومه.

والذين سبوا نبيهم بكلام بذيء وسخرية ونقص واستهزأوا بالعبادة التي جاء بها هذا النبي الكريم ، فكانت الصرخة مناسبة لإسكاتهم وتوبيخهم ومنعهم من هذا الإساءة ، فجاء صراخهم الذين أسكتوهم ، بعد قشعريرة هدأت لهم. صراخهم بصوت عالٍ وقوي صلى الله عليه وسلم انتزعت أرواحهم من أجسادهم وسقطوا على ركبهم خوفًا مما سمعوه.

الظُّلة

قال الله سبحانه في سورة الشعراء أن عذاب أهل شعيب عليه السلام في الظل. وكان ذلك إجابة لما طلبوه من نبيهم صلى الله عليه وسلم أن يوقع عليهم الجنة ، فكان الجواب كما أرادوا. قال تعالى: (قَالُوا إِنَّمَا أَنتَ مِنَ الْمُسَحَّرِينَ* وَمَا أَنتَ إِلاَّ بَشَرٌ مِّثْلُنَا وَإِن نَّظُنُّكَ لَمِنَ الْكَاذِبِينَ* فَأَسْقِطْ عَلَيْنَا كِسَفًا مِّنَ السَّمَاء إِن كُنتَ مِنَ الصَّادِقِينَ* قَالَ رَبِّي أَعْلَمُ بِمَا تَعْمَلُونَ* فَكَذَّبُوهُ فَأَخَذَهُمْ عَذَابُ يَوْمِ الظُّلَّةِ إِنَّهُ كَانَ عَذَابَ يَوْمٍ عَظِيمٍ).

وقد ذكر بعض أصحاب العلم أن أهل شعيب (عليه السلام) أصيبوا بحرارة شديدة لما أرسلهم الله تعالى حرارة شديدة ولم تساعدهم منازلهم على حماية أنفسهم منها ، فحمد الله أرسلهم كبير. سحابة عليها ، اندفع الناس إليها ونادوا بعضهم البعض للحصول على الظل معها. .

ولما وصلوا إليها كان الجو أكثر سخونة من ذي قبل ، فأهلكهم الله تعالى من تحتها ، وقيل إن أدمغتهم كانت تغلي في رؤوسهم كما يغلي الماء في الإناء الذي على النار. بسبب شدة الحر والحزن الذي طافها. وقيل أن الحر غلبهم لمدة سبعة أيام ، فخرج أحد الشعب وبحث عن مكان ليجد فيه الظل ، فرأى سحابة مرسلة من الله القدير ، وبينما هو جالس هناك وجد عزاءًا وحيوية. ظل بارد. فذهب ليدعو الشعب فلما اجتمعوا تحتها اشتعلت نار وهلكوا.

قوم شعيب عليه السلام هم أصحاب الأيكة

ورد مجلس من العلماء على بعض المفسرين بقولهم أن أهل الشعيب (عليهم السلام) وأصحاب البستان شخصان مختلفان. وأن كل واحد منهم لديه عذاب مرافق ؛ لذلك استبعدوا أن تكون هذه العذابات المشار إليها سابقاً لأهل الشعيب (عليه السلام) فقط. وأوضح ابن كثير رحمه الله البيان الحاسم في هذا الموضوع ، والذي يمكن تلخيصه بالترتيب التالي:

  • عدم ذكر صلة القرابة بين شعيب (عليه السلام) وأصحاب البستان بكلمة “أخيها” ؛ تناسب سياق الآية الكريمة التي قال فيها تعالى: (كَذَّبَ أَصْحَابُ الأَيْكَةِ الْمُرْسَلِينَ* إِذْ قَالَ لَهُمْ شُعَيْبٌ أَلا تَتَّقُونَ)؛ ولما كان حديث أهل العبادة لا يتناسب مع ذكر الإخوة هنا ، وإذا نسبوا إلى القبيلة جاز ذكر “أخيهم” وتنسبه إليهم. قال تعالى: (وَإِلَىٰ مَدْيَنَ أَخَاهُمْ شُعَيْبًا…)؛ وهذا من النعم القرآنية الشريفة والجميلة والبركات.
  • أن نقول إن عذاب يوم الظل خاص بأصحاب البساتين فقط ؛ ولا بد من القول إن تعدد الانتقام بعذاب الرجفة والصراخ دليل على أن كل منهما عذاب لشعبين مختلفين ؛ لا أحد من أهل العلم يقول ذلك.
  • يستدل الحديث على أن أهل الغار وأهل شعيب عليه السلام أمتان مختلفتان حديث غريب وفي سنده من تحدث به بين الرجال وأقرب ما يأتي. أنها تأتي من بشرى أهل الكتاب التي نقلها الصحابي الجليل عبد الله بن عمرو رضي الله عنه.
  • وقد ذكر الله سبحانه ما ينكر أهل الكيس على التافه بالمكاييل والموازين ، ما ذكره عن أهل شعيب صلى الله عليه وسلم . فكل هذا يدل على أنهم أمة واحدة ، وقد دمرهم أنواع مختلفة من العذاب.