قصص عن الانفاق والصدقة : جلست تلك المرأة المسكينة بدجاجتين لسداد حاجة أطفالها فكانت مفاجأة عجيبة، تحمل الأنفاق والصدقة أهمية كبيرة في حياة الكثير من الأشخاص، فهم يعتبرون ذلك السبيل الوحيد للحصول على المال والطعام لإرضاء احتياجاتهم. وفي إحدى هذه الأنفاق، جلست مرأة مسكينة بدجاجتين، حاملة بيدها قارورة تحتوي على بعض المال المتوفر لديها، وذلك لسد حاجات أطفالها. لكن كانت مفاجأتها العجيبة حيث قابلها شخص يقدِّم لها مبلغًا من المال بلا مقابل، دون أن يطلب شيئًا في المقابل. هذه هي الأعمال التي يُذكر بها صانعها في الصحيح البخاري: “إنَّ الإِنْفَاقَ عَلىِ المِسْكِينِ صَدَقَةٌ، وإِنَّ مُطْعِمَهُ عَلى طَعَامِهِ صَدَقَةٌ”.

قصص عن الانفاق والصدقة : جلست تلك المرأة المسكينة بدجاجتين لسداد حاجة أطفالها فكانت مفاجأة عجيبة

تفاصيل الحادثة

كانت تلك المرأة المسكينة تعيش في بلدة صغيرة حيث كانت تعول على دخل قليل جدًا وكان لديها ثلاثة أطفال. كانت الحاجات المادية لأطفالها تزداد يومًا بعد يوم ولم تملك المرأة إلا بعض البضائع البسيطة التي تبيعها في السوق.

ذات يوم، اضطرت المرأة للجلوس في الشارع مع دجاجتين في يدها انتظارًا لبائعٍ محتمل. وفِعْلاً، ظهر رجل يسير في نفس الاتجاه، فإذا به يشير إلى نفسه؛ فكان أول من تحرَّكَ نحو المرأة.

ظهر على وجوه كلا الشخصين – وهما المرأة والرجل – الاتزان والتحدث ببعض الكلمات المهذبة، حيث وضحت المرأة حاجتها وصدقت في قولها. فطوَّل الرجل يده إلى جيبه ليُخرِجَ مبلغًا من المال، رادٍ أن يشتري الدجاج من المرأة لسد حاجاتها.

مفاجأة عجيبة

وفِعْلاً، اشترى الرجل الدجاج من المرأة، لكن بدلاً من تسليم ثمن الدجاجات للمرأة كسعر بيعها، قام بإهداء مبالغ أكبر لها. ثم استقل السيارة وغادر مكان الموقف.

ظنَّ البعض قد توقَّفت قصة “الدجاج” هنا؛ إذ أن هذه تلك التي تروى في سوق مثل هذا. فمن غير المستحيل أن يقوم شخص ما بشراء دقائقُ من زمان المارِّة بين عروشٍ تذخرُ بالسلع التافِهة؛ ولكن المفاجأة لم تكن بسيطة كما هو متوقع.

بعد ساعةٍ وثلاثين دقيقةً من ترك الرجل المكان، زاد الضجيج في المدينة. ففي حيِّ قريبٍ من المكان الذي اصطحب فيه الرجل “الدجاج”، بدأ أصواتُ صراخٍ وهروبٍ، والطرق على الأبواب باستمرار. فكانت الشرطة هي التي وصلت أولًا بحثًا عن مصدر الضوضاء. وبمحضُ الصدفة، تسلَّلتْ إلى منزل “الرجل المحسِّن” لتكتشف ما لم تتوقعه.

النتيجة

اكتشف رجال الشرطة أن “الرجل المحسِّن” وهو رئيس عصابة خطيرة كان يبثُّ بهذا المنزل، وقد اضطروا للاختباء في ذات المنزل جماعات منافسة للعصابة. وإذ بهم يهودون بسخاء شديد رؤية أموالا وأكياسًا مليئةً بالأطعمة في غرف الضيوف، ثمَّ صامتون جميعهم خلال هذه الساعة المتأخرة من الليل.

ولكن كان لدى الرجل شعورٌ بالحزن على وضع تلك المرأة، فقد التقاها اليوم، وفي قلبه رغبةٌ في المساعدة. إنَّ “الدجاج” لم يكن أكثر من حيلةٍ بسيطة لصديقه، فقد أُخبر أعضاءِ العصابة بذلك؛ فأخذوا يضحكون على صديقهم المحسِّن. لكنْ، ابتسم الرجل في نفسه، وظلَّ محافظاً على سرِّ هدية هذه المرأة المسكينة.

الدروس المستفادة

تُظهِرُ هذه القصة كثيرًا من الدروس التي يستفيدُ منها كل مَن يتعامل مع مجتمعات ذات قوانين وديانات مختلفة. فإذا كان هذه المرأة ليست من دينك ولا تتحدث لغتك، فمن الأفضل أن تعاملها بالصدق والإنسانية دون الاهتمام بديانتها.

قصة “الدجاج” تتحدث عن العطاء بلا مقابل وكيف يُرَى في الآخرين، وكذلك تُظهِرُ طبيعة الأخلاق التي يتمتَّع بها كثير من الشعوب حول العالم. إن “المساعدة” هي نافذة خيرٍ تؤدي إلى قلوبِ الآخرين، فلا يجب أن تُدرج في أوَّلِ مفاتيح المادَّة والأشياء المادية.

قصص عن الانفاق والصدقة : جلست تلك المرأة المسكينة بدجاجتين لسداد حاجة أطفالها فكانت مفاجأة عجيبة، باختصار، يجب على العالم أن يأخذ خطوات جدية لمواجهة التحديات الكبرى التي تواجه البشرية في القرن الحادي والعشرين. يتطلب ذلك العمل معًا بتضافر الجهود للتغلب على المشكلات المناخية والفقر والتمييز وغيرها. إذا قام كل فرد بدوره في جعل هذا العالم مكانًا أفضل، فسوف نستطيع تحقيق تطور حضاري مستدام وإنسانًا. لذلك، دعونا نحافظ على التزامنا بالمثابرة والأمل في مستقبل أفضل لجميع البشر.