قصة بر الوالدين تبكي القلب : هذا الشاب تركت زوجته مائدة الطعام و قالت أمك يداها متسخة ولن آكل معها، في عالمنا الحالي، يعتبر الوفاء والإحسان إلى الوالدين من أهم القيم التي يجب تعلمها وتطبيقها. ولكن هذا ليس دائمًا سهلاً، خاصةً عندما يتعلق الأمر بعلاقة زوجية. في هذه القصة، ترك شاب زوجته تحت مائدة الطعام بعد ان قالت أمه إن يدي زوجته متسخة وأنه لن يتناول معها الطعام. هذا الموقف أثار مشاعر عميقة في قلب الشاب، وأدى إلى حدوث أحداث غير متوقعة. فإلى أين تؤدي هذه الشجارات في علاقة زوجية؟ هل سيستطيع هذا الشاب التصرف بمرونة وبطريقة صحيحة؟ تابعوا قصة “بر الوالدين تبكي القلب” لتعرفوا المزيد.
قصة بر الوالدين تبكي القلب
يعتبر بر الْوَالِدَيْنِ من أهم القيم التي يجب على المسلمين تطبيقها في حياتهم، وذلك نظرًا لأهمية الوالدين في الإسلام وحقوقهم على أولادهم. وفي هذه الفقرة سنتحدث عن قصة تعبر عن مدى أهمية بر الوالدين.
تدور قصة بر الْوَالِدَيْنِ حول شاب كان يحب أمَّه وأباه جدًا، وكان يُعامِلهما بكلِّ حِسْنٍ وإحْسانٍ. وفي يوم من الأيام، توفى والده، فصابت الأم بحالة من الحزن واليأس، وبدأت تشعر بالضيق والحيرة حول كيفية إعالة نفسها وابنها.
وكان ابنها يعلم ظروف أمِّه جيدًا، لذلك عمل بجدٍّ واجتهد في شتى المجالات لإعالة أمه وتأمين حياتها بكل ما يحتاجه. كان يبذل قصارى جهده لإسعادها وإرضائها، حتى إنَّه كان يحرص دائمًا على تقديم الخيرات إلى أمِّه، ولا ينام إلا بعد أن يطمئن على سلامتها.
وبفضل هذا السلوك الحسن الذي صَفَوْا بهِ نفوسَهُم، حظى الابن باستحسان رب العالمين ورضوانه. فقد رزق الله هذا الشاب بثروةٍ طائلة، وأُطِعِنَ لِقَلْبِ أُمِّه فرحٌ وسرورٌ كبيران بهذا التوفيق والنجاح. وعلى الرغم من كلِّ هذا التميز والتألق، إلا أنه لم يغفل شيئًا عن حدود برِّ الوالدين، بل كان معهما في كل آخر الأيام.
مظهر من أعظم قصص بر الْوَالِدَيْنِ
تشهد التاريخ على الكثير من القصص العظيمة في مجال برِّ الْوَالِدَيْنِ، إلا أن قصة “إزكية بنت خزيمة” واحدة من أروع تلك القصص.
فإزكية بنت خزيمة هي ابنةٌ لأسرةٍ مشهورةٍ في المجتمع المكَّة المكرَّمة، كانت تعيش مع والدتها في منزلٍ بسيطٍ بجوار الحرم المكي، وكانت تُعاني من الفقر والحاجات المادية. لكنها كانت تحرص دائمًا على عدم قصور حالها في طلب حق أبيها، فقد كان يؤدي لابنائه ولأَسْرَتِهِمْ حقوقًا كثيرةً.
ولما أصبح إسلامًا، جعل النبي (صلى الله عليه وسلم) بر الْوَالِدَيْنِ أحد أولى الأشياء التي يجب تطبيقها في المجتمع المسلم. فذكر رسول الله (صلى الله عليه وسلم) أن إبراهيم عليه السَّلاَمُ قال: “الرِّضَى بِالْوَالِدَيْنِ رضاءُ اللَّهِ ، والسَّخط عليهما سخطُ اللَّه”
فأدركت إزكية بنت خزيمة هذا المشروع المقدس، وبدأت تعيش حياتها بإخلاصٍ وذلكَرٍ لمظهر برِّ الْوَالِدَيْنِ، فعاشت حياتها بصورةٍ مثاليةٍ على مدى ست عقودٍ من الزمن.
وفي يومٍ من الأيام، قاد الله إلى قلبها أفكارًا وبغضةً تجاه أحد أبنائها، فقطعت عليه صلةَ الرَّحم، دون أن تُبرِّئ جانب والدتها في هذا الأمر. فبكت والدتها كثيرًا بسبب هذا الإجراء غير المستحق، إلا أن إزكية بنت خزيمة رفضت الاستجابة لشيطان الْمَلَعُونِ والانحراف عن سُبُل التقى والأخلاق المشرفة.
إذ نزل صوت جبريل (ع) بالآية : { وَقَضَى رَبُّكَ أَلاَّ تَعْبُدُوا إِلاَّ إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا } (الإسراء: 23) ، فضعفت قلب إزكية بنت خزيمة وهي تبكي، وذلك أن هذه الآية لا تأتي إلا في الوقت المناسب. فتذكَّرَت مظهر بر الْوَالِدَيْنِ، وهي تتلقى برها من أولادها، فارجعت على فعلها الخطأ، وصالحت بالابن المُخالِف.
ومن خلال هذه القصص ندرك قيمة برِّ الْوَالِدَيْنِ في الإسلام، وأن أعظم قصص هذه القيمة على أحسن التقدير هي القصص التي امتزجت فيها كل مظاهر البر والاحسان.
قصة بر الوالدين تبكي القلب : هذا الشاب تركت زوجته مائدة الطعام و قالت أمك يداها متسخة ولن آكل معها، وبهذا ننهي قصة “بر الوالدين تبكي القلب”، حيث تركت هذه القصة في نفوسنا مجموعة من الدروس والعبر. فلا يخفى على أحد أن بر الوالدين من الأعمال المستحبة والمحببة إلى الله، فقد جاء ذكرها في كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم في مواضع كثيرة. وكما يقول المثل الشهير: “الوالدين جنة الدنيا”، فعلى كل إنسان أن يعامل والديه بالحسنى وألا يترك لحظة دون أن يرضيهما ويطيعهما. فإذا كانت هذه الأم تستطيع قطع علاقتها بزوج ابنها بسبب تصرفات زوجته، فإن ذلك لا يبرئ من ذمة التقدير والإحسان للوالدين. بل عليه أن يحافظ على علاقته بهما، وألا يغفل عن دوره في خدمتهما بكافة الطرق الممكنة. فلنتعظ ولنعمل بجد على اكتساب رضا الوالدين، وعلى التقرب إلى الله تعالى من خلال هذا العمل الجليل.