فضل صيام يوم عرفة لغير الحاج، يعد صيام يوم عرفة من الأعمال الصالحة التي يُحث عليها في الإسلام، فهو يزيد من القرب إلى الله وتنقية الروح والتخفيف عن النفس. وإذا كان هذا الصوم مخصصًا للحجاج فقط، إلا أنه بإمكان غير الحجاج إتباع هذه التعاليم بالصوم خلال هذا اليوم، حيث يتخلَّى المسلم عن المشاغل الدنيوية ويضع قدمًا في رحاب العبادة والذكر لطيلة هذا اليوم، وفي نهاية المطاف تكون له فوائد جسام من ناحية التأثير على صورة وسلوك المسلم في حياتهِ في مجتمعهِ.
فضل صيام يوم عرفة لغير الحاج
يُعتبر يوم عرفة أحد أهم الأيام في الشهر الهجري والتقويم الإسلامي، فهو يوم الاغتنام والتكفير؛ حيث يصادف اليوم التاسع من شهر ذي الحجة، ويليه عيد الأضحى المبارك. كما أنَّ هذا اليوم مخصص فقط للحجاج المتواجدين في مكة المكرّمة، ولكنَّ هناك فضلاً كبيرًا في صيام هذا اليوم لغير الحجاج.
أولًا: التحذير من نار جهنَّم
قال رسولُنا الكريم صلى الله عليه وسلم: “صِيَامُ يَوْمِ عَرَفَةَ، أَحْتَسِبُ عَلَى اللَّهِ أَنْ يُكَفِّرَ سَنَةً مِنْ قَبْلِهِ وَسَنَةً مِنْ بَعْدِهِ، وَصِيَامُ يَوْمِ عَاشُورَاءَ، أَحْتَسِبُ عَلَى اللَّهِ أَنْ يُكَفِّرَ سَنَةً مِنْ قَبْلِهِ”.
كما أنَّ النبي صلى الله عليه وسلم قال في حديث آخر: “ما من يومٍ يعتقُ الله فيه عبدًا من النار، إلاَّ يومٌ كذلك”.
فلا يخفى على أحد منّا بأن نار جهنَّم خطيرة للغاية وتحتوي على عذاب شديد، فالصيام في هذا اليوم يتجاوز دائرة الأجور المادية ويتطلب المحافظة على نفسنا من نار جهنَّم، التي تضرب بأدميتها المؤمنين والكافرين.
ثانيًا: التقرب إلى الله سبحانه وتعالى
إنّ صيام هذا اليوم لغير الحجيج هو فرصة كبيرة للتقرب إلى الله سبحانه وتعالى؛ فالصيام يزكِّي النفس ويصقل الإرادة، ومع المقاربة إلى الله سبحانه تصير الروح متجدِّدة بالخير والبركات. كما أنَّ هذا اليوم يشهد شدةً في خشوع العبد لاستجابة دعوته من قَبل ربِّنا عزَّ وجل.
ثالثًا: التأكيد على التضامن مع الحجاج
إنَّ صيام يوم عرفة لغير الحجاج يُظهِر التضامن والوحدة بين المسلمين، حيث إنَّ هذا الصيام من مظاهر التكافل الإسلامي، فكلاً من المسلمين في مكة المكرَّمة وخارجها يزورون ذات الهدف والغاية، وهو أداء فريضة الحج، والذي يدل على التلاحم، وأهمية العمل الجماعي.
رابعًا: أثر صيام يوم عرفة في تطبيق شعائر الحج من غير الحجاج
إنَّ صيام يوم عرفة لغير الحجاج يؤثِّر في تطبيق المسلمين لشعائر الحج ومستلزماتها، فالصوم يختبر إرادة المسلم في الالتزام بالأوامر الإلهية، ويعزز اتباع مسار شعيرة الحج والذي هو على حدٍ سواء شكلاً من أشكال التقرُّب.
خامسًا: فضلُ صيامِ يومِ عرفَةِ على المذنبين
حثَّ رسولُ الله صلى الله عليه وسلم على صيامِ يومِ عرفَة لغير الحجاج، ذات مَنْزِلةٍ كبيرةٍ لدى المتبرِّع بذلك، فإنَّ صيام يوم عرفة يضعف إثم المذنبين، ويذهب بالخطايا؛ حتى أنَّه قد صرَّح رسولُ الله صلى الله عليه وسلم “أَكْثَرُ مَا شِئْتُ أَنْ يُغْفَرَ لِلنَّاسِ مِنْ خَطَايَاهُمْ يَوْمُ عَرَفَة ، وإِنَّ الله تعالى يقول: مــا من يومٍ أكثرُ من أنْ يتجلى فيه المسلمون توبةً إلى الله تعالى من الذنوب، وعز بالأبرار على المذنبين؟”.
الخلاصة
إذا كان هذا اليوم محظوظًا بالغائبين فكيف بحجاج بيت ربِّ العالمين؟! فصاموا هذا اليوم فإن لكم فيه ثواب كثير، وأحرص على صيام يوم عرفة، ولا تدع الماء يفسد حتى تفطر في وقته.
فضل صيام يوم عرفة لغير الحاج، يعتبر صيام يوم عرفة من أفضل الأعمال الصالحة التي يستطيع المسلم القيام بها، حيث إنها تُعد من أكثر الأيام المباركة في السنة الهجرية. فإذا كانت هناك فرصة للصوم في هذا اليوم، فعلينا أن تغتنمها ونسعى جاهدين لتحقيق ثوابًا عظيمًا من خيرات هذه الأيام. فالصيام في يوم عرفة يشفع للصائم يوم القيامة ويغفر له ذنوبه، وهو سبيل نحو التقرب إلى رب العالمين، وزيادة في دخول الجنة. لذلك، فلا بدّ من بذل كل ما في وسعنا لأداء هذا الفرض المهم بكل تفانٍ وإخلاص، والحرص على استغلال كافة فرص التقرُّب إلى الله في هذهِ الأسْبَابِ المُباركَة.