فضل الموت يوم الجمعة , فضل الموت يوم الجمعة هو مفهوم عرفاني يحمل بين طياته معانٍ روحية ودينية كبيرة يؤمن بها المسلمون. فقد أكد النبي محمد صلى الله عليه وسلم على أن الموت يوم الجمعة هو أفضل أيام الأسبوع، وذلك لأنه يعتبر من خير أيام الأسبوع والتي تزداد فيها الأعمال الصالحة والثواب أكثر. ولذلك، فإنه يجب على المسلمين التفكر في جودة حياتهم، وتذكروا دائمًا البعد الروحي لشخصية كل إنسان، وضرورة التقرُّب من الله عز وجل حتى تصطحب نفوسنا إلى المكانة التي تستحقها في الدار الآخرة.

فضل يوم الجمعة

يعتبر يوم الجمعة من الأيام المباركة في الإسلام، والتي حظيت بفضل كبير من قبل الله عز وجل. فهو يوم تخصص لعبادة الله وذكره، ويحث المسلمين على ترك جميع أعمالهم وإتجاه بيوت الله لأداء صلاة الجمعة. وقد ذُكر فضائل كثيرة عن يوم الجمعة في كتاب الله وسنَّة رسوله صلى الله عليه وسلم، والتي نذكر منها:

  • يوم محبب إلى الله.
  • فيه ساعة مستجابة، حيث يستجيب الله دعاء المؤمنين.
  • فيه ختمُ التوراة على موسى عليه السلام.
  • فيه ختمُ الإنجيل على عيسى عليه السلام.
  • فيه ختمُ سورة يوسف، التي هي آيةٌ من آياتِ القرآن الكريم.
  • فيه ختمُ سورة الكهف، التي تحافظ على من يقرأها من الفتن والشرور.
  • فيهُ الجمع بين صلاة الظهر والعصر، وذلك ليسهل على المسلمين ذلك في أيام عملهم.

وبما أنَّ يوم الجمعة يومٌ محبوب إلى الله، فإنَّ المسلمين مطالبون بتغير حالتهم في هذا اليوم وأن يستثمروه في عبادة الله، مع اجتناب جميع المعاصي والذنوب.

فضل الموت يوم الجمعة

إنَّ الموت أحدث شئ نخاف منْه كلِّ إنسانٍ حتى لو كان قد أحسَّ بالألم، ولكن هناك تقريراتٌ تقول بأنَّ الموت في يومِ الجُّمُعَة خاصٌ لِبعضِ الأشخاص.

  • إذا مات في يوم الجُّمُعَة مسلِّمٌ فهو شهيد.
  • الله يسكنه في أعلى الجنة، ولا يشمت بهِ المُلحدُونَ ولا الكافرون.

ولقد صحَّ أنَّ رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: “أفضَّل يوم تطلع عليه الشمس يوم الجُّمُعَة، فيه خُلِق آدم وفيه أخذ بالفأس، وفيه نزل التوراة، وفيه مات آدم، وفيه الصَّاعِقة، فتغشى الصَّاعِقة من صرعتها حتى يوم القيامة، ولا يأتي يومٌ إلا ويصبِّح ثُمَّ يمسِّي ويأتي يوم الجُّمُعَة ليلةٌ من ليلاتِ الآخرةِ فيإذا كان أحدكم لا يزال في صلاةٍ من صلاةِ الجُّمُعَة فليتحرَّزْ حتى يراح” رواخبر ابن ماجة.

فضل من مات يوم الجمعة

فيَ المقابل، فإنَّ من مات يوم الجُّمُعَة وهوَ مؤمِنٌ في سبيلِ الله تعالى أوْ يدعو إلى طريقِهِ، فسيكونوا في درجةٍ عالية من جنات الفردوس.

  • صلى الله عليه وسلم قال: “لا يعتبِرَنَّ أحدُكُمْ موت غيره حتى يأتي الله تبارك وتعالى بانفضاض عظام المغاربة في جوف صاحبِ الثَّرْياءِ”.
  • قد شرح الأئمةَ من قبل أنَّ من مات يوم الجُّمُعَة فإنَّ له أجرًا كجافِ المدينة.. وقد جاء فضيلة هذا اليوم بخصائص كثيرة، فالداعية إلى الله سيكون له ثوابٌ كثير.
  • في هذا الشأن قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “من خطبة الجُّمُعَة تادخل باب التائبين، ومنَ التاء أدخلت دارَ الخيرِ”.
  • وحتى وإن كان الشَّخص لم يكُنْ معروفًا بعملٍ مشهورٍ، فسيجدُّ في يوم الموتِ حراسًا من الأبرار يودِّعونَه بابتسامةٍ وبكاءٍ، ويلتقطونَ روحه بأيديهم البيضاء، ويودِّعونه بطاقاتٍ تشيرُ إلى ألقابٍ ارتبطت به في الآخرةِ.

وبالتالي، فإنْ قدر من المؤمنين أنْ يموت هذا اليوم مات شهيداً، وإذا استظلَّ رجل بالمسجدِ فهذا ضامِنٌ. قال صلى الله عليه وسلم: “صلاةُ رجلٍ في جَمَاعَةٍ أفضَّلُ من صلاة في سِرْب”، أي خلاف الجماعة.

ولذلك، فإن من المستحسِن على كل مسلِّم أن يحرص على تعظيم هذا اليوم وإنفاذ سُنَّةِ النبي صلى الله عليه وسلم فيه، والصلاة في المسجد والتوجُّه إلى القرآن الكريم ودعاء الله عز وجل، ليس فقط لأنَّ ذلك تقربٌ من الله تعالى ومغفرةٌ للذُّنوب، وإنما أيضًا لأن يوم الجمعة يحتوي على فضائِل كثيرة يستحق التعبُّد لله عبرَ تطبيقِ سُنَّةِ رسوله صلى الله عليه وسلم.

فضل الموت يوم الجمعة , باختصار، فضل الموت يوم الجمعة هو حقيقة إسلامية مثبتة والتي تحرص المسلمين على ذكرها والعيش بتلك الروحانية في هذا اليوم. فالموت يوم الجمعة يعد شفاءً للأمة من خطاياها وذنوبها، وفرصة للنجاة من عذاب القبر، كما يجب علينا استغلال هذه الفرصة لإحياء سنة رسولنا صلى الله عليه وسلم في هذا اليوم المبارك. فلا بد من التذكير بأن الموت جزء من دورة الحياة، وإذا تحدث بهذه الروحانية التي يزرعها يوم الجمعة بدأنا رحلتنا نحو رب العالمين.