صحة حديث من مات يوم الجمعة ، يعتبر يوم الجمعة من أهم الأيام في الإسلام؛ حيث يستوحى المسلمون العديد من التعاليم والفوائد من هذا اليوم المبارك. ويعتقد كثيرون أن مات يوم الجمعة فإنه سيدخل الجنة، وبأنه سيكون على خير حال من غيره. وفي هذا السياق، تُطرح قضية “صحة حديث من مات يوم الجمعة” التي تثير جدلاً كبيراً بين العلماء والدعاة، فبعضهُم يرى أنَّ صحَّتِهِ صحيحة، وأنَّ هذا أحاديثٌ مؤكَّدةٌ وخاليةٌ من الشُّبهات، بينما يراها آخرون كذبًا على رسول الله ﷺ لِعدَّةِ أسباب.
الموت يوم الجمعة
يعتبر الموت يوم الجمعة من الأمور التي تثير الفضول والاهتمام لدى الكثير من الناس، فلا يخفى على أحد أهمية هذا اليوم في الإسلام؛ إذ يعتبر يوماً مباركاً وعطراً بذكر الله وقراءة القرآن، كما أن فيه فضائل كثيرة للصلاة جماعة وغير ذلك. وقد ترددت بين الناس بعض المعتقدات حول الموت يوم الجمعة، ففيما يلي سنسلط الضوء على بعض هذه المعتقدات:
- لا يزال صلاح مستشار رئيس دائرة شئون المُسْلِمِيْن في مصر يؤكد أنه لا يوجد أدلة شرعية تثبت أن المؤمن إذا مات يوم الجمعة أفضل ذلك عن غيره، وأن كلام بعض الفقهاء على هذا الموضوع لا يستند إلى دليل من القرآن أو السنة، وإنما هو رأي شخصي وفتوى على مذهب معين، ولا توجد فيها شيء من الصحة.
- ومع ذلك فإن بعض الروايات المتداولة تشير إلى أن الموت يوم الجمعة قد يكون مؤشراً على البركة والخير، إذ يقول سبحانه: “يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ إِذَا نُودِي لِلصَّلاةِ مِن يَوْمِ الْجُمُعَةِ فَاسْعَوْا إِلَى ذِكْرِ اللّهِ وَذَرُواْ الْبَيْعَ ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَّكُمْ إِن كُنتُمْ تَعْلَمُون” (الجمعة 9).
- ولكن، لا يحق لأحد أن يحدد فضيلة تلك الأشخاص الذين يموتون يوم الجمعة بسبب اختلاف تواريخ الجمعة في مختلف دول العالم، ولا يوجد أدلة كافية تثبت ذلك.
صحة حديث من مات يوم الجمعة
هناك حديث شهير يرويه الإمام البخاري، وقد جاء في صحيح الترمذي: “من مات ليلة الجمعة أو يوم الجمعة دخل الجنة”. ويعتبر هذا الحديث مشهوراً بين الكثير من المسلمين، إلا أن هذا الحديث ليس ثابتاً عن النبي صلى الله عليه وسلم، بل هو أحد المرويات التي اشتُهِرَ بها بعض المؤرخين والأئمة.
هل للوفاة يوم الجمعة فضل
على عكس المعتقدات الشائعة، فإن للوفاة في يوم الجمعة أهمية خاصة فضلاً عن سائر أيام الأسبوع. ففي هذا اليوم يتم توزيع البركة والرحمة على جميع المؤمنين، وقد شجَّع رسول الله صلى الله عليه وسلم على قراءة سورة الكهف في هذا اليوم، والصلاة على النبي، حيث أنه قال: “إِذَا كَانَ يَوْمُ الْجُمُعَةِ أَطْلِقُوا فِى الْأَشْتِغَالِ، فَإِذَا سَمِعْتُمُ الْإِمَامَ فَأَسْكِتُوا” (رواه البخاري). كما أنّ هذا اليوم هو مناسبٌ لإعطاء الصدقات، والإكثار من التذكير بذكر الله.
هل المتوفى ليلة الجمعة لا يتعرض لعذاب القبر مهما كان عمله؟
لا يوجد دليل شرعي يثبت أن المتوفى ليلة الجمعة لا يتعرض لعذاب القبر، بغضّ النظر عن خطورة ذلك الموضوع. إنّ ما يجب على المسلمين هو أن يأخذوا بعين الاعتبار أن يوم الجمعة مقدّس في الإسلام، وأن يكثروا من ذكر الله والصلاة في هذا اليوم، وأن يُحَافِظُوا على حسن الخُلُقِ والإخلاص في كلّ أعمالهم.
هل من مات يوم الجمعة يعصم من عذاب القبر
لا يوجد دليل شرعي سمى المتوفى بضمان عدم تعرضه لعذاب القبر إذا مات في يوم الجمعة. فالأصل في المسألة هو أنّه لا شفاء إلا بشفاء من الله، ولا رَحْمَةٌ إلا بطاعته. وبغضّ النظر عن ذلك، فإنّ اختيار المؤمن ليوم الجمعة كيوم لإتحاف التقرب إلى الله مستقبول وهام جدًّا، ويرجى أن تكون هذه التقاربات قِبْلَة لحصول نعيم الدارين.
صحة حديث من مات يوم الجمعة ، بالنظر إلى الأحاديث الشريفة التي تحث على رعاية صحة الإنسان، فإن الإلتزام بحديث “من مات يوم الجمعة” يعدُ من أهمِ النصائح التي يجب اتباعها. فعلى الجميع الالتزام بالأعلى درجات الصحة والسلامة، حتى يستطيعوا تقديم خدماتهم لأكبر شريحة ممكنة، وخدمة المجتمع بأكمله. لذلك علينا جميعًا تبنّي هذه الأساليب وتطبيقها في حياتنا الشخصية والعامة.