دعاء تقبل الله حجك وغفر ذنبك وأخلف عليك نفقتك، يا أيها المسلم الحاج! إنك محظوظ بأن يرزقك الله حج هذا العام، وأن يبارك في رحلتك وجهدك. لكن لا تنسى أن الحج ليس مجرد رحلة سياحية، بل هو عبادة تتطلب الإخلاص والتفاني في طاعة الله. فالدعاء والاستغفار من أهم الأعمال التي يمكنك القيام بها خلال رحلتك الدينية، فالدعاء يسهل لك قبول حجك، ويغفر لك ذنوبك، كما أن نفقتك هي شؤون دنيوية تخصُّ راحتك وراحة من تقوم على نفقته. فـ ادعُ الله بصدق وخشوع، لتَضْمَـنَْ قبول حجِّـك، وغفران ذنوبِــ@ِـ..ِ
تقبل الله حجّك وغفر ذنبك وأخلف عليك نفقتك
يعد الحج من أشهر العبادات في الإسلام، وقد جعل الله عز وجل مناسك الحج بمثابة مدرسة تعليمية لتربية النفوس على المؤمنين، فالحج يُعَدُّ رحلة إلى بيت الله الحرام في مدينة مكة المكرمة، تطهير للروح، وتجديد للإرادة، حيث تصادف جموع قومٍ مختلفِيَْن، يتشاركون في نفس التجربة والديانة.
يُعَدُ الحاج المبرور من أكثر الأشخاص المحظوظين، حيث يغفُر له ذنوبه كما أخبرنا به رسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم، فالحاج عند خروجه من باب مكة يصاغِرُ خطاياه كما يضاء ليله والدَّمِ يذهب عنه كما يُولَدُ من أمِّهِ، ولذلك فإن الحج مناسبة للتوبة والاستغفار، وسنعرض في هذه الفقرة بعض الأدعية التي يُمْكِنُ أن يدعو بها الحاج لتقبل حجِّه وغفران ذنوبه:
دعاء تقبل الله حجك وغفر ذنبك وأخلف عليك نفقتك
“اللَّهُمَّ اغْفِرْ لِي ذَنْبِي، وَتَقَبَّلْ حَجِّي وَاغْسِلْ حُجُوْرِي مِنْ عُثورِهَا، وَاجعَلْهُ حَجًّا مبرورًا مَآبًا محمودًا دائِمًا”.
هذا الدعاء يشتمل على المؤثرات الثلاث التي يحتاج إليها الحاج: تقبيل حجه، غفران ذنوبه، وأخذ مصروف نفقته. ويجِدُ الحاج في هذا الدعاء عظمة الرب الكريم، ويتوسَّل له بالقبول والمغفرة، فإن تم قبول حجِّه من الله فقد نال أعظم شرف يمكن لإنسان أن يحصل عليه في حياته.
دعاء للحاج عند قدومه
“الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي جَعَلَ الْحَجَّ مِنْ رُكْنِهِ الإسلامِ، وَخَتِمَ بِالتَّشْرِيْعِ إسْلاَمًا؛ فَأشْهدُ أنْ لا إله إلاّ الله، وَحدُّهُ لا شريك لَـهُ شــــ ××× ـأشْهدُ أنَّ محمدًا عبده ورسوله.”
هذا الدعاء يعبر عن شكر الحاج وامتنانه للّه تعالى، حيث نشعر بالفخر والتفخر عند عودتنا من الحج، إذ تفوح رائحة الإيمان من خلال حديث الناس عن مناسك الحج وعن رؤيتهم للمشاعر المقدسة وبيت الله.
حج مبرور وسعي مشكور وذنب مغفور
هذه العبارة تُعَدُّ شاهدًا على فضل الله تعالى على عباده، وعلى ضرورة أن يكون الحاجّ في جوٍّ من التواضع والخشية، حيث يشعر بأن كُل ما يقوم به لمصلحته نفسه، فهو دائِمًا في حِرْمَةِ الله.
يجب على الحاج إظْهارُ التواضع في كافَّةِ أفعالِه، سواء كان دُعَاءً أو طوافًا أو صلاةً أو مشاركةً في مناسك الحج. فالإخلاصُ لأمر وحده هو سر سعادتنا، وضرورية لقبول التقرب بالطاعات.
في النهاية، فإنَّ الحج هو رحلة إلى الذات، وزيارةٌ لبيت الله الحرام مع تسابق الناس إلى طاعته، فتافِرُ الصدور، وَيَظْهَرُ على المؤمنين ابتسامةٌ من باب التفاؤل بالمستقبل. فليسعد حجاج بيت الله هذا العام وكل عام بقضاء حجّ مبرور وسعي مشكور وذنب مغفور.
دعاء تقبل الله حجك وغفر ذنبك وأخلف عليك نفقتك، في ختام حجك، لا تنس أن تدعو الله بالدعاء المأثور: “اللهم تقبل منا، إنك أنت السميع العليم، وتب علينا، إنك أنت التواب الرحيم، واغفر لنا ذنوبنا جميعاً، إنك أنت الغفور الرحيم، وأخلف علينا نفقتنا وارزقنا من حيث لا نحتسب، إنك أنت الرزاق الكريم”. فإذا كان قلبك مطمئن بأداء فريضة الحج، فلا تخاف على رزقك، فإن الله سبحانه وتعالى هو المعطي الذي يشاء وكيف يشاء. ولا شك أن دعائك المخلص سوف يُستجاب، فإذا صبرت على المصائب والآلام التي قد تصادف في الحج، فإن لديك موعدًا مع ربِّك في جواره.