سأحدثكم عن تجربتي في العودة إلى نفسي وكيف تخلصت من نقاط ضعفي، لأنها من أهم ما يجب أن نعرفه اليوم، في ظل الظروف الحياتية الصعبة والأزمات التي تضعنا تحت ضغط من الجميع الجوانب بطريقة تجعل الإنسان ينسى الأولويات ويفقد الثقة بالنفس، وتحديداً من خلال الكبار… إليك طرق بسيطة لتحويل نقاط ضعفك إلى قوة.

تجربتي مع العودة إلى نفسي

لا أستطيع التأكد من أن لدي شخصية قوية بشكل أساسي. أعلم أنني أعاني من خلل يجعل شخصيتي ضعيفة وهشة ويمنعني من القيام بأشياء كثيرة بشكل مستمر حتى وقعت في حب شاب عرفني جيدًا على الشخصية منذ أول لقاء وأتمكن من اللعب على أوتار قلبي حتى جعلني أقع في حبه بحيث لم أعد أستطيع العيش بدونه ولم أعد أتنفس بعمق لم يكن موجودا.

ثم بدأت الألعاب العقلية وبدأ يستغل كل ثغرة لتدمير نفسيتي وإذلالي سواء أمام الأصدقاء أو بيننا، وأقنعني بترك الدراسة الجامعية التي كنت قد بدأتها بالفعل وكاد أن يجعلني أترك دراستي. تركت وظيفتي وقطعت علاقاتي مع كثير من الناس.

حتى جاءت اللحظة التي نظرت فيها في المرآة ولم أتعرف على وجه الفتاة المهزومة المنعكس فيها. بالطبع تركت الأمر وقررت ألا أسمح لأحد أن يؤذيني بهذه الطريقة مرة أخرى، ومن هنا بدأت تجربتي مع العودة إلى نفسي.

كيف تخلصت من نقاط ضعفي؟

خلال تجربة العودة إلى نفسي، قررت أن أبحث وأقرأ كتبًا عن التنمية الذاتية وعلم النفس لأفهم كيف أصبحت غائبًا لدرجة أنني اضطررت إلى تسليم زمام حياتي لشخص كهذا، في نفس الوقت الذي كنت أعيش فيه قررت أن أتبع نظامًا غذائيًا يحتوي على جميع العناصر الغذائية لأنني كنت نحيفة جدًا وكان وزني كبيرًا. أمارس الرياضة باستمرار لأنني أعلم أنها تنظم الهرمونات في الجسم وتساعد على تحسين المزاج والصحة النفسية.

حاولت قدر المستطاع أن أعترف لنفسي بكل العيوب في شخصيتي التي قادتني إلى هذا الهدف، وحرصت على ألا ألعب دور الضحية من خلال عدم تكرار عبارات “لماذا أنا” أو إلقاء اللوم على نفسي. فبدأت أجهد نفسي في العبادات مثل قيام الليل والدعاء بالخير لنفسي ولكل من يمر. ومن خلال تجربة مماثلة، بدأت حالتي النفسية تتحسن تدريجياً، وعادت علاقاتي مع بعض الأصدقاء بعد انقطاع طويل.

كيف تتعامل مع من يعرف نقاط ضعفك؟

وفيما يتعلق بذكر تجربتي في العودة إلى نفسي، بدأت أبحث عن طرق التعامل مع الشخصيات التي تستغل نقاط ضعف الآخرين، مدركة أنه من الضروري إظهار القوة والصلابة أمامهم، حتى لو كان هذا هو الحال خطأ لأنهم يتغذىون على ضعف الآخرين مع توفير الاستقرار العاطفي وهدوء الأعصاب حتى لا نتخلى عنهم. مساحة لإثارة مشاعرنا.

قرأت الكثير عن المغالطات المنطقية لمعرفة كيفية استخدام الحجة للرد على الأشخاص الذين يتعمدون الجدال لإحراج الطرف الآخر، أو مجرد الرد بحزم وإغلاق باب المناقشة إذا لم يكن الأمر مفيدًا، مما يجعلها تخجل.

والأهم بالطبع هو العمل على تقوية نقاط ضعفنا، خاصة أنه ليس كل من يعرف نقاط ضعفنا يريد أن يسقطنا، ولكنني وجدت أن معرفة نقاط ضعفك فضيلة، ولكن معرفتها خطيئة. لإظهار الآخرين.

نقاط الضعف في مكان العمل

خلال هذه الفترة الصعبة كان أدائي في العمل ضعيفا، وكنت أسمع دائما الزملاء يتهامسون عن وضعي، وانخفضت كفاءتي في تنفيذ المهام الموكلة إلي، لكن هذا لم يؤذيني كثيرا بل جعلني أنظر حولي وأفكر ترى ما كنت في عداد المفقودين لتحسين أدائي. كانت لدي مشكلة حقيقية في إدارة الوقت والمماطلة. يضاف إلى ذلك عدم القدرة على التواصل بشكل جيد مع الفريق.

لذلك بحثت ووجدت دورات تدريبية عبر الإنترنت تسمى “المهارات الشخصية” وتعلمت منها الكثير حتى تحسنت بشكل ملحوظ، لدرجة أنني حصلت على ترقية بعد أن كنت سأترك وظيفتي بالفعل.

أخبرتك بتجربتي في العودة إلى نفسي لأنني أريد أن أنصحك، حتى لو لم أتمكن من نصحك، أن تحمي نفسك وتعتني بك، لأنها هي من تهتم وترعى وترعى أكثر من يستحق المحاباة في حياتك، بالطبع دون أنانية أو عدم مراعاة للآخرين.