تجربتي مع المعاناة هي واحدة من أكثر التجارب ذات المغزى في حياتي لأنها لعبت دورًا مهمًا في التقريب بيني وبين بعضنا البعض الله بل وأكثر من ذلك، خاصة وأن التجارب هي اختبارات الله وسبحانه وتعالى يخضع له المسلم ليختبر صبره وثقته بنفسه الله أنا قادر على إخراجه من تلك الحاجة وأشاركه تجربتي في طريقة التعامل مع تلك الحاجة وكيف استعنت بالله للتغلب عليها والتخلص منها وتحسين حياتي.

تجربتي مع المعاناة

لقد مررت بوقت عصيب منذ فترة حيث تعرضت لخسائر مالية كبيرة خسرت فيها كل أموالي ودخلت أيضًا في الكثير من الديون التي لم أستطع التخلص منها أبدًا. بداية لا أنكر أنني كنت غاضبة من حياتي وأنني لم أتحمل الضغوط والمشاكل التي لولا ذلك لم يكن لها وجود، أحسست أن حياتي انهارت. لكن ذات مرة ذهبت إلى المسجد للصلاة وتحدثت مع الشيخ.

والحقيقة أن كلام الشيخ أثر فيني كثيراً وأحسست أنني أسير في الطريق الخطأ وأنني بحاجة إلى أن أتعامل مع وجع القلب هذا بالصبر وقوة الإيمان والثقة التي… الله سبحان من يستطيع أن يزيل معاناتي.

كيف أصبر على الحزن؟

واصلت الحديث مع الشيخ وبدأ ينصحني كيف أصبر على الحزن، فأخبرته أنني أصبر عليه فقال لي الشيخ بهدوء أن الصبر على الحزن هو للشفاء للحماية من السخط، المخاوف والقلق. والفزع من الحزن الذي يصيب العبد.

شعرت في تلك اللحظة بإحراج شديد عندما أدركت أنني لم أفعل شيئًا سوى الاستياء والغضب من حياتي ومن وقوعي في هذه المشكلة. طلبت من الشيخ أن يكمل حديثه فقال لي أشكره. الله لبقية النعم في حياتي.

ومن أجمل النصائح التي قدمها لي الشيخ والتي كان لها دور فعال في تغيير حياتي وسلوكي تجاه الحياة، هي المداومة على الطاعة والعبادة والمثابرة. الله عز وجل.

أعظم ما يدفع الحزن

وفيما يتعلق بنقل الحزن، أود أن أشير إلى أنني سألت الشيخ عن أعظم ما يدفع الحزن فقال لي إنه ليس هناك أفضل من الاستغفار والتوبة. الله سبحانه، خاصة أنه قضى أن تكون المصيبة عقوبة على ذنب عظيم ارتكبته.

كما روى لي الشيخ قصة سيدنا يونس عليه السلام عندما صبر على الأسى الله سبحانه حتى ينجيه الله من بطن الحوت ثم قال لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين.

بعد انتهاء المحادثة مع الشيخ، شعرت بالذنب الشديد وشعرت وكأنني ارتكبت خطأً ما الله سبحانه وتعالى وأنني لم أتعرض للفتنة الله فسبحانه فبدأت أتقرب منه الله فسبحانه وبدأت بالدعاء والتسبيح والاستغفار واستمريت في الدعاء الله غالبًا ما ينقذني من هذه المعاناة الخطيرة.

ثمرات الصبر على الشدائد

ومن تجربتي مع الحزن أستطيع أن أقول إن ثمار الصبر على الحزن عظيمة كما قال الله وقال سبحانه وتعالى في كتابه الكريم: {إنما يوفى أجرهم الصابرون بغير حساب} . [الزمر: 10].

هو حقا الله سبحانه لم يتركني وبعد فترة من الدعاء والصلاة المتواصلة تبارك وتعالى الله كنت بحاجة إلى الراحة من هذه الحاجة وأصبحت الأمور أسهل وتمكنت من العودة إلى العمل وبعد فترة باركني الله وسبحان الله العظيم من أوسع الأبواب وتمكنت من سداد جميع الديون التي أعاني منها.

اتخاذ قرار بعدم الصبر على المعاناة

ومن خلال الامتحانات تعلمت أشياء كثيرة كنت قد أهملتها وأدركت أنني بحاجة إلى الصبر منذ البداية وأن إيماني بالله أقوى من ذلك، كما تعلمت قاعدة عدم الصبر في الامتحانات وأدركت أن نقصا فالصبر لن ينقذ المسلم من البلاء الذي يصيبه.

وعلى العكس من ذلك فهو سيئ مما يزيد من سيئاته ويطيل المعاناة. ولذلك ينبغي للمسلم أن يعتمد على صبره من الله الله سبحانه ولا ترضى بشيء الله فهو وحده القادر على دفع البلاء بأن يقول للشيء كن فيكون.

ولذلك شاركتكم تجربتي في العملية، والتي تعلمت منها أشياء كثيرة أثرت في حياتي فيما بعد وقربتني أكثر الله سبحانه وتعالى، فيجب على المسلم أن يصبر ويحتسب على صبره الله.