الضمان الاجتماعي هو نظام حكومي يهدف إلى توفير الحماية الاجتماعية للمواطنين من خلال تقديم الدعم المالي والخدمات النوعية للفئات الأكثر احتياجا في المجتمع، ويعتبر هذا النظام جزءا أساسيا من شبكة الضمان الاجتماعي التي تسعى إلى تحقيق العدالة الاجتماعية وضمان أ الحياة الكريمة للجميع.

ويفسر الضمان الاجتماعي حقيقة استبعاد بعض الفئات من التمكين

الغرض الأساسي من الضمان الاجتماعي هو توفير دخل ثابت للأفراد الذين يعانون من صعوبات مالية، سواء بسبب البطالة أو الإعاقة أو التقاعد أو غيرها من الظروف التي تعيق قدرتهم على العمل.

كما يسعى الضمان الاجتماعي إلى تحسين الاستقلال المالي للأفراد من خلال برامج التمكين التي تهدف إلى تدريب وتأهيل المستفيدين للعمل والاعتماد على الذات بدلا من الاعتماد المستمر على الدعم الحكومي.

تعد برامج التمكين جزءا لا يتجزأ من رؤية الضمان الاجتماعي لتحويل المستفيدين من المعتمدين على الدعم إلى أفراد منتجين في المجتمع تمكين الأفراد مما يساهم في خفض معدلات البطالة والفقر على المدى الطويل.

على الرغم من أهمية برامج التمكين، إلا أن هناك بعض الفئات التي يتم استبعادها من هذه البرامج لأسباب مختلفة. وتشمل هذه المجموعات كبار السن.

أو التكيف مع متطلبات التدريب المهني وتقديم الدعم المالي لهم دون الحاجة للمشاركة في هذه البرامج، لأنه ينظر إليهم على أنهم فئة تحتاج إلى رعاية دائمة وليس إلى التمكين الاقتصادي.

الأشخاص ذوو الإعاقات الشديدة يتم استبعاد الأشخاص ذوي الإعاقات الشديدة من برامج التمكين إذا كانت إعاقتهم تمنعهم بشكل كبير من العمل أو الاستفادة من التدريب، ويتم تقديم الدعم لهم بناءً على احتياجاتهم الخاصة.

وفي بعض الحالات، يتم استبعاد الأرامل أو الأمهات المطلقات اللاتي يتحملن مسؤولية تربية أطفالهن بمفردهن، خاصة إذا كانت مسؤولياتهن تمنعهن من المشاركة في برامج التمكين.

يُعفى الأشخاص الذين يعانون من أمراض مزمنة أو حالات صحية خطيرة تمنعهم من المشاركة الفعالة في سوق العمل من برامج التمكين، حيث يتم التركيز على توفير الرعاية الصحية والدعم المالي.

ولا تعتبر هذه الاستثناءات تمييزية، ولكنها تستند إلى تقييمات دقيقة للاحتياجات والظروف الشخصية.

سواء من خلال التمكين الاقتصادي أو الرعاية المالية المستمرة، تهدف هذه السياسة إلى تحقيق التوازن بين تقديم المساعدة المباشرة وتوفير فرص التمكين كلما أمكن ذلك.

ورغم أن هذه الاستثناءات قد تبدو ضرورية في بعض الحالات، إلا أنها تعرضت لانتقادات من البعض الذي يرى أن برنامج التمكين يجب أن يكون أكثر شمولا، وهناك من يرى أن إقصاء بعض الفئات يمكن أن يساهم في تحسين التبعية بدلا من تشجيع الذات – الثقة من ناحية أخرى، تعتقد الحكومة أن الاستثناءات ضرورية لضمان تقديم الدعم المناسب لكل فرد وفقًا لاحتياجاته.

في ظل التغيرات الاقتصادية والاجتماعية التي يشهدها العالم، تحاول الحكومات بشكل مستمر تطوير برامج الضمان الاجتماعي لضمان فاعليتها واستجابتها لمختلف احتياجات المجتمع، ومن هذه التطورات ما يلي:

توسيع نطاق التمكين يمكن للحكومات تطوير برامج تدريبية متخصصة تأخذ في الاعتبار القدرات الفردية واحتياجات السوق، بحيث تشمل حتى بعض الفئات التي تم استبعادها. على سبيل المثال، يمكن تقديم برامج تدريبية مرنة لكبار السن أو للأمهات المعيلات، وبما يتناسب مع قدراتهم وظروفهم.

يمكن للتكنولوجيا أن تلعب دوراً هاماً في توسيع نطاق التمكين وتقديم البرامج التعليمية والتدريبية عبر الإنترنت يمكن أن تساهم في إشراك عدد أكبر من المستفيدين، بما في ذلك أولئك الذين يعانون من صعوبات في التنقل أو الالتزام بالبرامج التقليدية.

إن تحليل الاحتياجات الفردية بما يضمن فعالية الضمان الاجتماعي يتطلب التقييم المستمر لاحتياجات الأفراد، مع الأخذ في الاعتبار التغيرات في حياتهم ووضعهم الاقتصادي والصحي وتلبية الاحتياجات الحقيقية للمستفيدين.

يمكن أن تساعد المراجعة الدورية للاستثناءات المطبقة على برامج التمكين في تحديد ما إذا كانت هناك فرص لإعادة إدماج بعض الفئات المستبعدة، اعتمادًا على تطور الظروف وتحسين قدراتهم وزيادة الوعي ببرامج التمكين المتاحة.

وقد تتضمن حملات التوعية تفاصيل حول كيفية الاستفادة من هذه البرامج، والفوائد المحتملة للمشاركة.

تقديم خدمات استشارية شخصية ومستمرة للمستفيدين يمكن أن يساهم في تحسين قدرتهم على الاستفادة من برامج التمكين.

إن تطوير آليات شفافة وفعالة لتقديم الشكاوى والشكاوى من قبل المستفيدين يمكن أن يساهم في تحسين برامج الضمان الاجتماعي.

يمكن للتعاون مع منظمات المجتمع المدني والجهات الفاعلة الأخرى أن يحسن فهم الحكومة لاحتياجات المجتمع ويضمن بقاء برامج الضمان الاجتماعي متوافقة مع متطلبات المستفيدين.