“كيف تعرف الحديث الصحيح حتى لا تنسب كلاما إلى الرسول؟” ما هي شروط الحديث الصحيح؟ ما هي الشروط الخمسة لصحيح الحديث؟ وهذه الأمور من الضروريات الشرعية التي يجب أن يعرفها كل مسلم حتى لا يقع في براثن الفتن وربما يقع في الإثم من خلال نسبة كلمة إلى الرسول. الله ولم يقله، ولذلك نتفق على شروط الحديث الصحيح عند الفقهاء. كما نوضح التعريف اللغوي والاصطلاحي للحديث الصحيح والفرق بين الحديث الصحيح والحديث الحسن.
“كيف تعرف الحديث الصحيح حتى لا تنسب كلاما إلى الرسول؟”
إن الدين الإسلامي الصحيح مليء بالوصايا والنواهي والأحكام التي يجب على كل مسلم معرفتها واتباعها. وذلك لما فيه من الثواب والعقاب، ولكن أيضًا لأنه ينظم علاقته بربه، ويحدد مدى إخلاصه واستسلامه لما أمر به واجتناب ما نهى عنه.
ولذلك فإن كل الضوابط الشرعية المذكورة أعلاه لا بد أن يكون لها مصدر، أو بالأحرى مرجع موثوق، وفي كل الأحوال كتاب. الله إن “القرآن الكريم” العزيز هو المرجع الأول للمسلمين.
بالإضافة إلى الأحاديث النبوية الشريفة التي رواها النبي صلى الله عليه وسلم الله ولكي يكون القرار المتخذ صحيحا، يجب التحقق من صحته. ويتم شرح ذلك بمزيد من التفصيل في الفقرات التالية.
شروط صحة الحديث. ما هي الشروط الخمسة لصحيح الحديث؟
وفيما يتعلق ببيان الحديث النبوي الشريف الذي ذكرنا صحته، نعلن أن العلماء قد بينوا شروط الحديث الصحيح، التي على أساسها يعرف صحة الحديث من عدمه، والتي يمكن تتلخص في 5 شروط نذكرها كما يلي:
- عدالة الرواة: أي أن يكون راوي الحديث مسلماً عادلاً عاقلاً معروفاً بالورع. ولا يمكن قبول حديث من كافر أو مبتدع أو فاسق أو فاسق.
- سيطرة الراوي: أي أن نص الحديث ثابت حسب الراوي الذي يحكيه.
- ربط الإسناد: أي أن الحديث نقل عن الرسول، ثم عن صحابي، عن الصحابي الذي يليه، إلى آخره حتى وصل إلينا.
- عدم التبرير: ويعني أن لا يتضمن نص الحديث كلمة أو قاعدة تخالف الشرع، مثلاً أن ما نهى عنه حلال. الله في كتابه وغير ذلك.
- ليس شاذاً: وهذا يعني أن النص الذي رواه راوٍ واحد لا يختلف عن نص راوي آخر، ولكنه يعتبر أكثر احتمالاً منه.
تعريف الأحاديث الصحيحة لغة واصطلاحاً
وبعد معرفة شروط الحديث الصحيح الخمسة سنتناول تعريف الحديث الصحيح لغة واصطلاحاً. والحديث الصحيح لغةً هو الحديث الواضح الذي يتخذه المسلمون مرجعاً، أما اصطلاحاً فهو الحديث الذي تتوفر فيه الشروط الخمسة المذكورة أعلاه.
الفرق بين الحديث الصحيح والحسن
ولكي نبين شروط صحة الحديث النبوي لا بد من توضيح الفرق بين الحديث الصحيح والحديث الجيد. وبعبارات بسيطة، أوضح العلماء أن الحديث الصحيح هو الحديث الذي تتوفر فيه الشروط الخمسة الموضوعة لإثبات الصحة.
في حين أن الحديث الجيد لا يحقق إلا أربعة شروط من أصل خمسة؛ والشرط الذي لا يتوفر فيها هو وجوب ضبط الرواة، أي أنه يجب في مضمون الحديث الواحد أن يكون هناك أكثر من رواية تختلف عن النص ولو قليلا.
وقد وضحنا في هذا الصدد: “كيف تعرف الحديث الصحيح حتى لا تنسب كلاماً إلى الرسول؟” وذلك من خلال التعرف على مصطلحات الحديث الصحيح. وعلى العموم فإن الاجتهاد في هذا الأمر من الأمور المستحبة، لكن يفضل لعامة الناس الرجوع إلى أهل العلم الثقات.