أشهر نوادر جحا، جحا الشخصية الخيالية المشهورة في الثقافة العربية، والتي حفرت اسمها بذاكرة الأجيال. فهو الذي يُعدُّ من أشهر شخصياتها نظراً لحكاياته التلقائية والمضحكة التي تحوي في طياتِها العديد من الدروس والمواعظ. إنَّ قصص جحا تسللت إلى حقولِ الزراعة ونافذةِ غرفِ المدرسة وأزقَّةِ البلد، حتى أصبحت جزءً لا يتجزأ من تاريخنا الثقافي. ومن بين هذه الحكايات: “جحا والرمان”، “جحا والثعلب”، “جحا وابن عز”، “جحا والغوغاء”، “جحا والخبَّاب”.

أشهر نوادر جحا الجزء

تعد حكايات جحا من أشهر الحكايات في التراث العربي، فهي تنقل لنا قصصًا مسلية ومفيدة في آن واحد، وهنا سنتعرف على أشهر نوادر جحا.

جحا يبيع بارود

كان جحا يبيع بارودًا في السوق، وحيث كان يجلس بجانب مكان بيع الأغطية، وكان يشغل نفسه بالتفكير في شخص ما. فسأله أحد الناس عمَّن كان يفكِّر به فأجاب: “أفكِّر في رب امرأتي”.

فظن الناس أن جحا تزوج زوجة جديدة، لذلك قام أحدهم بشراء بارود من جحا، وقال له: “إذًا سوف تحتاج هذا البارود في المستقبل”، فضحك جحا وأجاب: “والله إنما كنتُ أفكِّر إذا استأجرت وافدًا لصنع أغطية من بطانيات الشتاء، فبما أنه يستأجر الآن فلا يوجد مكان كافٍ في المحل ولذلك قررت تفكيرًا في رب امرأتي”.

جحا والحمار المسمار

في يوم من الأيام، بعث جحا إلى سوق بعض المتاجرين لشراء حمار، وعند عودته، طلب منه أحدهم أن يقدم له حمارًا جميلًا. فقال جحا: “أضع نظري على هذا الحمار!”. فخرج مع صديقه المتسوق ليرونه، وبالفعل كان الحمار جميلًا، لكنه لم يكن فيه مسامير.

فقال جحا: “لا يزال عندي بعض المتسوقين الآخرين لم يأتوا، اتَّجِهْ إلى البائع الآخر”. وبالفعل ذهب جحا إلى بائع آخر وشاهد حمارًا ثانيًا من دون مسامير. هذه المرة كان الحمار مشوَّهًا ولكن كان عليه بعض المسامير.

فرجع جحا لصديقه وقال له: “أخبر بائع الحمار الأول، إذا أراد أن يبيع حماره فلابد من تثبيت المسامير في اسفين الحوض. كما يجب أن يعرف بائع الحمار الثاني بأنه يجب ألا يسمِّي هذا الحمار مشوَّهًا، فإن نطق بهذه الكلمة سأكون صادقًا!”

جحا والخبز المحروق

ذات مرة، طلب جحا خبزًا من أحد التجار، وعندما وصل الخبز، كان قد احترق قليلًا. فسأل جحا التاجر: “هل هذا هو كامل شغلك؟” فأجاب التاجر: “لا، وإن لم تكن راضيًا عنه، سأوفِّر لك غير ذلك”.

فأخذ جحا الخبز وذهب به إلى نافذة المتجر وأحضر سمكة ثم وضع الخبز الحار في فمه، وقام بإطعام السمكة من نفس الخبز. فانظرب التاجر بالذهول لرؤية ما حدث، وقال لجحا: “لو كان هذا الخبز يحتوي على دسم أو شيء آخر سيكون هناك اعتراض من شخص.”

فأجاب جحا: “إذًا يتم قبول خبراء التغذية بديلاً عن السمك”، ليرد التاجر: “لا، فليس كل إنسان مثل جحا”.

جحا والغبار في العين

ذات يوم، وجد جحا غبارًا في عينه، فقال لصديقه: “أودُّ أن تستأجرون نظارات لي، أنا حقًا بحاجة إلى رؤية أفضل”.

ولكن صديقه منعه قائلاً: “لا تحتاج إلى نظارات! عليك فقط باستخدام الوسادة!”

فعمَّ جحا خديه بالوسادة، لكن الغبار لم يذهب، فعمَّ مرة أخرى. وبعد ذلك، قال جحا: “أعتقد أني أراه الآن بشكل أفضل”.

جحا والقطط

في يومٍ من الأيام، كانت هناك قطط تلعب في المنزل، فقرر جحا رمي حذائه على إحداها ليلهي بها. لكن الحذاء اصاب القطة بشكل خطير، لتبدأ بالصراخ والعويل.

فإذا بجحا يصرخ: “ولكني رميت حذائي!”

وهنا تظهر شخصية جحا مثل شخصية الأولاد غير الخبثاء، حيث يفعلون شيئًا ولا يعلمون احتمالات تبعات فعلهم.

جحا والبسطور

كان جحا في يوم من الأيام يتحدث مع صديقاته عن الأسد المميز. وشاء الحظ أن جاء أحدهم صادفًا في الطريق. فسأله جحا: “أخبرينا عن الأسد المميز”، فأجاب الآخر: “إنه بصدد الهجوم على ماشيتكم”.

فأخذ جحا حزامه وذهب في اتجاه الأسد، لكن للأسف نسي أن يحمل بسطورًا. وعندما وصل إلى هناك، رأى الأسد يقترب منه، ثم قال: “لا تقترب مني يا لعين!”

ولكن الأسد استمر في سيره، فقال جحا مرة أخرى: “لا تُقَرِّبْ مني يا لعين!”

ولكن الأسد لم يستجب، وعندها قال جحا في حالة ذهول: “لا تقترب مني! أحمل بسطورًا!”

جحا والفار المرادف

ذات مرة، خرج جحا إلى المدينة، وعثر على فارٍ صغيرٍ رائعٍ للغاية. فقال جحا: “إطلق عليه اسم المُثِلُّ”.

وبعد ذلك، تحدث جحا مع صديقه قائلاً: “إن الفار المرادف هو شيء جميل للغاية. فمثلاً إذا قلتَ ‘أنا أحب الفار المرادف’ فهذا يعني أنه أغلى من غيره”

ولكن الصديق لم يفهم هذا التصرف غريب، وسأل عن سبب اختيار هذا الاسم المحير.

فأجاب جحا: “الكلام في الفار”!

جحا والطبيعة

يُظهِر هذه الحكاية صدق المثل الشهير بأنَّ الإنسان طبيعةٌ تؤثِّر عليه.

في يومٍ من الأيام، كانت التورمالين تمطر بغزارة وقد قابل جحا رجلاً من نوعية التورمالين، فسأل جحا: “كيف حالك؟” فأجاب: “بخير”.

ولكن بعد دقائق قصيرة ، خرجت الشمس وأصبحت المزارع خضراء وجميلة، ولقد التقى جحا برجل آخر من نوعية المروج الخضراء. فسأله الحال ذاته، لتكون إجابته: “ما شاء الله على معظمنا هنا”.

فصعد جحا في درجة حيرة، حيث شكك في إخلاص هذين الرجلين في تقديم الإجابات.

جحا والإشارة المرورية

كان جحا يقود سيارته على أحد الطرق، فرأى إشارة مرور تشير إلى اليمين، فخرج بسرعةٍ كبيرة وضربت سيارته بالحائط.

فعاد إلى صديقه في حالة شديدة من الغضب قائلاً: “كذبوا علينا، فالإشارة لم تشير يمينًا بسبب زوِّار الطريق!”

جحا يُطارِدُ الماء

في يوم من الأيام، رأى جحا مسبحًا أثناء رحلته، وكان يريد السباحة، لكن هناك مشكلة وهي أنه كان يجد صعوبة في الولوج إلى مسبح الفندق.

فعمَّ جحا حمامات الماء المجاورة بمائه، لكي يصل إلى المسبح ويستطيع السباحة فيه. وإذًا قال جحا: “كيف تريد مني أن أترك الماء؟”

ويظهر هذا الأسلوب بديلاً عن الخيارات التقليدية أو غير العقلانية في حل مشكلات مختلفة.

أشهر نوادر جحا، في الختام، لا يمكن إنكار أن جحا يعد شخصية متميزة في التراث العربي، حيث يقدم من خلال قصصه ونوادره عدة دروس وعبر تعلمت بطريقة سلسة وممتعة. فهو بطل عديد من المواقف الكوميدية التي تضحك على الأخطاء البشرية، كما استغل نذور الآخرين لصالح مجتمعه، وحتى يستطيع أن يحظى بإنصاف في النهاية. ولا شك أن هذا الشخصية ستبقى حاضرة في ذاكرة الأجيال كأحد أبرز رموز الروح والفكاهة في التاريخ العربي.