أدركت أقواما كانوا يخبئون الحاجات ليوم عرفة ليسألوا الله بها، في عشرة ذي الحجة، يُصوم الناس حرصًا على تقديم أعظم العبادات وأهمّها بالنسبة إلى المسلمين: يوم عرفة. وكانت هذه المناسبة محل اهتمام كثير من الأقوام الإسلامية القدامى، حيث كانوا يخبئون حاجاتهم ليستخدموها في طلب الرزق والشفاء وغيرها من الأمور المهمة في هذا اليوم المبارك. لذلك، فإن يوم عرفة يعد يومًا مُفضَّلاً لدى المسلمين جميعًا، حيث يستغلون هذه المناسبة لطلب رحمة الله والتوبة إلى الله سبحانه وتعالى.
ما هو يوم عرفة
يعتبر يوم عرفة هو اليوم التاسع من شهر ذي الحجة في التقويم الهجري، وهو واحد من أهم الأيام في السنة الإسلامية. يشارك المسلمون في جميع أنحاء العالم في مراسيم حج بيت الله الحرام في هذا اليوم.
أهمية يوم عرفة
إن يوم عرفة هو أحد أهم أيام الحج. ففي هذا اليوم، يتجلى التضحية والتخلص من ذنوب المؤمن، كما تكون الصلاة في هذا اليوم مستجابة، وذلك لأن هذا اليوم يعدُّ من أقبلَّ وَأظَهَرَ التقرُّبِ إلى ربِّ المخلُوقات.
الأعمال المستحبة في يوم عرفة
– صلاة الظهر والعصر جمعًا وقصرًا: تُصلّى صلاة الظهر قبل دخول وقت صلاة العصر بوقتٍ قصير، وذلك لتخفيف الأعباء عن المسلمين الحجاج.
– الدعاء: يجب أن يكون الإنسان دائمًا مستعدا للدعاء، لكن في هذا اليوم تزاد قوة الدعاء وإحساسه بالمعنى. يجب أيضًا المثابرة في طلب المغفرة.
– التوبة والاستغفار: يجب على كل مسلم التوبة من جميع المعاصي، وطلب المغفرة من الله سبحانه وتعالى في هذا اليوم.
– قراءة القرآن: تشجّع إلى قراءة القرآن في هذا اليوم، حيث أَضَحْتَ كَأَنَّكَ اُزْلِفُ فِي صُورِهَا يُطْهَرُ شَطْرُ صُورِكَ بِالتِّلاوَةِ.
– التسبيح: يجدّد التسبيح بأرواح المؤمنين نبضاته، وتستشف منه روح الإيمانّ.
الدروس المستخلصة من يوم عرفة
– التضحية: يجب أن يتذكر المسلمون في هذا اليوم أن الحجّ لَيْسَ مِجْرَدَ سَفَر، بل هُو تَطهيرٌ شامِلٌّ لروح وإعادة صياغتها وتجديدها.
– المغفرة: إن الاستغقار والانابة إلى الخالق تتعزز في هذا اليوم، حيث يجب على المؤمن التركيز على طلب المغفرة والسؤال عن دعم في حياته.
– استشعار المودة: يشير هذا اليوم إلى أن أكثر من مليون مسلّم من جميع أصقاع الأرض يصلون معًا، ويُدّعَى لبعضهم البعض، مشاركة في فرح الأخوان.
الخلاصة
إن يوم عرفة هو فرصة كبيرة للتضحية والتظافر والتكافل وطلب المغفرة. نأمل جميعًا استغلال هذه الفُرصَة لإحْساسِ أجْمَلِ بالروح وتجديدها.
أدركت أقواما كانوا يخبئون الحاجات ليوم عرفة ليسألوا الله بها، في الختام، نجد أن التضرع إلى الله في يوم عرفة يمثل لحظة فريدة من نوعها. فالإحساس بأن الإنسان يقف وحيداً أمام خالق الكون يزيل كل غطرسة وكبرياء. ومع تزايد التقنية والتطور، نجدهم يبحثون عن هذه اللحظات الروحانية بشغف، فيستعينوا بأشياء بسيطة كخبئ الحاجات للاستزادة في دعائهم، مؤكدين على قول المصطفى صلى الله عليه وسلم: “الدُّعَاءُ هُوَ الْعِبَادَةُ”. لذلك فإن مثل هذا المشهد يجب أن يُشارِكُ به جميع المؤمنين حول العالم، لتزداد روحانيتهم وقربهم إلى الله.